برلين، ألمانيا (Welttexpress). كتب محمد رعد، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، كتلة الوفاء للمقاومة، الكتلة البرلمانية لحزب الله، مقالاً حول هذا الموضوع نشرته مجلة ”كونتروبيانو“ الشيوعية بتاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر 2024.
في انتظار اتضاح الرؤية والإجابات الحاسمة على العديد من الأسئلة الملحة الناجمة عن الواقع الجديد في سوريا، لا بد من التطرق إلى بعض النقاط المهمة:
- ما حدث في سوريا كان نتيجة لمخطط دبرته جهات إقليمية ودولية تتفق مصالحها مع بعضها البعض. وفي حين قد يكون الشعب السوري هو المستفيد من هذا التغيير، إلا أنه من المرجح أن يتحمل العبء الأكبر من أي صراعات أو خصومات بين المشاركين في هياكل السلطة الجديدة.
- وتحاول ”إسرائيل“ تأكيد نفوذها على توزيع السلطة داخل النظام السياسي السوري الناشئ من خلال استهداف الأصول العسكرية السورية الرئيسية، وتفكيك المنطقة العازلة في الجولان، وانتهاك اتفاقية الانسحاب لعام 1974، والإشارة إلى دعم محتمل لبعض ”الأصدقاء داخل شرائح من الشعب السوري“.
- وقد حاولت الولايات المتحدة إعطاء الانطباع بأنها فوجئت بالأحداث في سوريا و”حاولت التواصل مع جميع فصائل المعارضة المسلحة“، في حين أشارت إلى أن بعض الجماعات المسلحة تستحق أن تُرفع من قائمة الإرهاب ”لحسن سلوكها“. وفي الوقت الذي أكدت فيه الولايات المتحدة على أنها تدعم وحدة سوريا واستقرارها، إلا أنها تلتزم الصمت حيال تصرفات ”إسرائيل“.
- ويرى مطلعون أتراك أن توقيت التحركات التركية كان متعمداً ليتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان لتجنب الانطباع بأن الحملة ضد القيادة السورية تخدم في نهاية المطاف المصالح الإسرائيلية. ومع ذلك، لم يصدر أي تعليق على الهجمات التي شنتها ”إسرائيل“ على الأراضي السورية أو على المنشآت العسكرية السورية، وكأن هذه الهجمات تخص نظام الأسد وليس سوريا نفسها.
- إن المقاومة الإسلامية تؤكد على حق الشعب السوري في تقرير مستقبله السياسي بنفسه، وتؤكد على أن التغيير يجب أن يعكس إرادة السوريين جميعاً. لا داعي للإسهاب في تحليل وجهات النظر المختلفة بين المقاومة في لبنان وفصائل المعارضة السورية.
- فوحدة سورية وتماسكها مع قيادتها يقوي موقفها وفعاليتها. وهذا لا يمكن أن يحدث في نظام يتنازل عن السيادة إرضاءً لمطالب ”إسرائيل“ أو داعميها، بما في ذلك التطبيع والاعتراف بدولة الاحتلال.
- إن مشكلة الشعوب المضطهدة ليست في غياب الشعارات، بل في غياب خطط عمل ذات مصداقية وقادة يجسدون هذه المثل العليا. فالحرية السياسية الحقيقية تتطلب سيادة وعدالة لمقاومة الظلم، خاصةً عندما يهدد بالغليان.
- من الحماقة الاعتماد على ردود الفعل الدولية على الأحداث في سوريا، سواء كانت إشادة أو إدانة. فهذه القوى تعمل من خلال الخداع والتلاعب من أجل الهيمنة والسيطرة، وتنتهج سياسات قائمة على المصلحة وليس على العدالة.
- إن دور الإبادة الجماعية المنسوب للعدو الإسرائيلي في غزة بعد عملية طوفان الأقصى كان يهدف إلى القضاء على المقاومة وامتداداتها. ولو تأخرت المقاومة في نصرة غزة لاغتنمت ”إسرائيل“ الفرصة، كما حدث في سوريا. لكن تحرك المقاومة السريع أفشل خطط ”إسرائيل“ وأبطل مفعول المفاجأة ومنع تقدمها نحو نهر الليطاني، ما اضطرها في النهاية إلى الأخذ بنصيحة الولايات المتحدة بوقف العدوان والتوصل إلى اتفاق مع لبنان.
- الفصيل السياسي على رأس الحكومة الانتقالية السورية يشبه الفصيل السياسي الذي حكم مصر بعد سقوط مبارك. وقد رفضت الولايات المتحدة والغرب التعاون المستمر مع هذه القيادة: فهل سيتصرفون بشكل مختلف في سوريا؟ أم أنه من المتوقع أن يفي هذا الفصيل بمطالب معينة قبل أن يتم استبداله بنظام أكثر توجهاً نحو الغرب؟ سيخبرنا الوقت بذلك.
- إن آمال السوريين في تحقيق الأمن والسيادة والكرامة والعدالة وسيادة القانون تتجاوز مجرد تغيير القيادة. فهي تتطلب برنامجاً شاملاً يحدد مبادئ الحكومة الجديدة وسياساتها والتزاماتها ومواقفها من القضايا العالمية والإقليمية ويكون بمثابة أساس للمساءلة.